تهديد الأقلام
يستفيق الصبحُ يقرأ أعمدةَ الكتّاب، وعناوين الصحف و أهم الأنباء ، فتخبو أنوار ، وتسطع أنوار ،
تنهار الكراسي المتهالكة من أحبار الأقلام ، و أصوات الكيبورد ..
استقالات و اعتذارات و لجان و تحقيقات
بعد كل خبر ، وعند كل كتابة صحفية ..
تلك المجتمعات الشفافة ، التي تهاب أعين الإعلام ، وعدسة المصور ، و حوار الناقد
لا ينتظر خطاب عزل ، ولا أمراً بالإستقالة
إلا من الصحف اليومية و تصويت المجتمع
يحسب لكل قرار ، يمحص كل خطة ، ينقد نفسه بنفسه ،
لا يبقى إلا الأقوياء ، وهكذا النار تُذكي بالحطب .
وهنا .. مقالات تزاحم الفضاء ، وأخبار تسبق الهواء ، وصور تنزف ألماً و عناء ،
ومسؤولنا يتمطى على كرسيه الدوار إلى آخر النهار ،
صمَّ أذنيه و أعمى عينيه عن مرآة المجتمع وحديث الناس ،
فلا أسف ولا ندم ، ولا تراجع و لا تواضع .
تهميشٌ وتطنيش ، لعقل المواطن و أعين المشاهد ، "إذا لم تستح فاصنع ما تشاء"
ولهذا وذاك ؛ تتكرر الأخطاء و يتملكنا الدَّور ، فكارثة السنة الماضية ، تعود كل عام ،
ويعود الكلام و تحرر الأقلام ، و يهتز كل شيئ إلا صاحب القرار الخاطئ !! بل ينتهي تكليفه فيسابق من جديد !!
عندما يعجز مداد الفكر ، أن يحرك القرار،
وعندما يتناثر رماد الواقع ، في وجوه الكٌتاب ، فهي البيروقراطية المشينة ، واختزال الحق في شخص السيادة المطلقة.
إذن لمن نكتب ؟
القراءة الصامته ، لا ترفع المجتمع ، ولا تسمع الناس ، ولا تغير ساكن .
فمتى نرى للمقال أثره ؟ وللخبر تفسيره؟
و للصورة وقعها ؟
نكتب عن آلآم وآمال ، فلا هذا ارتفع ! ولا ذاك انتفع !
طرقٌ مميته ، ومرافق مهملة ، و مستشفيات مريضة ، و مشاريع معطلة ،
خطط تبدأ من الا مهم ، وتنسى الأهم !!
عزيزي المسؤول ، لم تمكّن من هذه الصلاحيات و القرارات إلا لحسن ظن الدولة فيك و في حكمتك و رأيك وأمانتك.
فهل لا زلت كأول يوم جلست على مكتبك ؟!
أم بدلتك الألقاب ؟! وحجمك الحجاب ؟!
وأوصدتَ دونكَ الطرق و الأبواب؟!!
عزيزي المسؤول إذا نفدت منك القدرة ،
ورأيتَ غيرك أصلح و أنجح ، فهل ستترك له المجال ؟!
السؤال صعبٌ جداً لمن اعتاد على فلاشات الكاميرا ، وواجهات الصحف، وكروت الدعوات ، وتباسي المفطحات !!
عزيزي المسؤول إن خبت نار أمانتك ، و أعجبتك زخارف مكتبك ، و اشتغلت بجمع ما تستطيع قبل الرحيل من منصبك ،
فتذكر أن للناس ألسن وأكف ترفعها لمولاها ، تدعو لك أو عليك ، أما أفزعك ظلمك و بغيك أن ترى صداه في صحتك وأسرتك ؟!!
ما أثقل المسؤولية في غير وطننا العربي الذي يراها اسهل من شرب الماء !
عزيزي القارئ..
تذكر حولك ..
هل تستطيع أن تعدد المسؤولين الأكفَاء الذين يتفاعلون مع الرأي العام ؟
كم نسبتهم؟
محمد بن أحمد العاطفي
20-1-1435هـ
محايل